Thursday 18 June 2009

و لكن ست الشاي لا بواكي لها ! - لا تحزني يا بنية فأمك - برغم كيد الكائدين - شهيدة
___________________________________________________________________

جلست هذا الصباح اتصفح اخبار السودان عبر الانترنت ، لم اجد غير والياً اقيل لأنه دفن - نفايات نفطية - في مدينته ، و تمت مكافأته بأن تمت تنصيبه في منصب اخر نظراً - لكفاءته - و حسن نيته وسلامة طويته و رغبته في خدمة المواطن.

سمعت عن متهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية - كان وزيراً للشئون الانسانية ! - تمت اقالته من منصبه الانساني - لضغوط دولية - و من ثم تم تعينه والياً في احدى الولايات القريبة من مكان جرائمه المتهم في ارتكابها

خرجت لشأني و مضيت ، عدت و قد انتصفت رائعة النهار ليهولني وقع الخبر

اليكم الخبر دون مواربة او اختصار


مطاردة قاتلة ..رجل "بنبر" تنغرس في بطن ست شاي " حامل " أثناء هروبها من " الكشة "


نسبة للظروف المعيشية الضاغطة جلست امرأة ( في الاربعين من عمرها وتحمل جنينا في أحشائها ) !

جلست تحت شجرة بالقرب من عمارة صديق النعمة شارع السيد عبد الرحمن من اجل بيع الشاي حتى تستر نفسها ومن تعولهم برزق حلال ،

ولكن داهمتها دورية الكشة مما اضطرها لأخذ " بنبرها " وما خف وزنه من اوانيها وتلوذ بالفرار

ولكنها تعثرت فإنغرست " رجل البنبر " في بطنها ،

هرب منها رجال الكشة والبوليس المرافق لهم

وتركوها تنزف حتى فارقت الحياة .

يذكر ان عربة النجدة اتت الى مكان الحادث بعد ساعة من حدوثه .

المصدر : منتديات الراكوبة

http://www.alrakoba.com/news-action-show-id-9798.htm


المطاردة

ست الشاي

انتهى الخبر
========

نعم ببساطة

انتهى الخبر

المؤسف ان هذا الخبر حدث منذ يوم الخميس الماضي 7 مايو 2009

ولم يحفل به احد

لماذا نحفل بها ؟
==========

ما في النهاية ست شاااااااااااااااااااااي !

هكذا نختزل اللام الناس و معاناتهم

في عبارات بسيطة

مثل

ان لله و انا اليه راجعون

ربنا يتقبلها

و هكذا

و لكننا ننسى دائماً الجانب الاخر من المأساة
===========================

ست الشاي هذه ام

لابد ان تكون اماً

لأطفال صغار

في الغالب هرب الاب و تركهم

او هو موجود و لكنه عاطل عن العمل

و ماذنب الطفل الذي في بطنها ليعاقب بجريرة امه ؟
==============================

و ماهي جريرتها هذه المرأة؟
=================

اخبروني قولوا لي

احكوا

ماذنبها؟

باعت شاي !!!


يعني شنو ما تبيع شاي

مهنة شريفة

رزق حلال

*****

هي - ست الشاي -

لم تأكل بثديها

كما يفعلن اخريات

لم تخرج في انصاص الليالي

و تتعطر و تمتخطر في الشارع

ليتلقفها

واحد - باحث عن فضل ظهر - يقلها بسيارته

لأنه يعلم

" من كان له فضل ظهر فاليعد به على من لا ظهر له " حتى يظله الله بظله يوم لا ظل الا ظله

هكذا اختزلوا الامور و زيفوا الحقائق

فصار الزنا - فضل ظهر

و البغاء - مهنة محترمة اكثر

من عمل الانسان بضراعه

وعرق جبينه

****


اعود لأقول

ماذا تريد المحلية من ست الشاي ؟
=====================

لماذا تطارد - المحلية - الشريفات في بلدي؟

و تقتر عليهن

و تمنعهن من موارد الرزق الحلال

و بل يتم قتلهن

في سبيل منعهن

عن الكسب المشروع

وحتى يتوقفن

عن انزال اللقمة الحلال

في افواه اولادهن و بناتهن

الجائعين زغب الحواصل

****

الظلم ظلمات يوم القيامة

و أيم الله

لدعوة امراة مظلومة و مقهورة بجوف الليل أحق على الله نصرها و عونها

من عابد متزلف يصلي في اليوم الف ركعة ،

و قد اكل مال هذا ،

و هتك عرض هذه ،

وضيق على ارزاق هؤلاء


وبقر بطن أمراة حامل

في الاربعين من عمرها

لانها تجرأت

وباعت الشاي

في وسط المدينة

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الاستعداد للحملة

الضحية


القوات جاهزة


الهدف








من سيدفع الثمن في النهاية






لقد كانت لك ام تمد لك اللقمة

ولكنها ذهبت و لن تعود








من لها ؟

ترى هل ستواجه مصير امها ؟









لا تحزني يا بنية فأمك - برغم كيد الكائدين - شهيدة









هل من أمل لهؤلاء ؟







لربما يكون التشرد مصير اطفال ست الشاي القتيلة



_______________________________

ملحوظة
---------

الصور في النوتة اعلاه لا علاقة لها بالخبر هي مجرد صور عشوائية اخترتها لتوصيل المعنى

لكنها نفس الصور تتكرر و ان اختلفت الشخوص و الامكنة


فعسكري المحلية هو نفس العسكري الساساق

وست الشاي هي ست الشاي بنفس القلب الرقراق

__________________________




أخيراً .. صحف الخرطوم تبدأ في نشر مأساة

الشهيدة نادية (ست الشاي)

صحيفة الوطن السودانية - بتاريخ 14 مايو 2009
==========================
==


نادية صابون كنجي




موت فقيرة
=======
مــن قــتــل نـاديــة..؟؟!
==============
كتب: عادل سيد أحمد
==============

صحيفة الوطن السودانية - بتاريخ 14 مايو 2009
============================

الكشة هي أداة ظُلم.. فلا تدفعوا النساء إلى الخمور والبغاء..!.

زيارة حزينة لأُسرة الشهيدة.. وأبنتها الطالبة« قسمة» تبكي ليلاً ونهاراً.

٭٭٭

كسائر خلق الله... الباحثون عن الرزق الحلال..

وهم لا يبحثون عن ثروة..

ولا يحلمون بـ «حوض سباحة» في البيت.

ولا يرغبون في العنب أو التفاح أو بيض السمك..!.

وإنما... أقصى ما يطمحون هو مال السترة الحلال...

٭٭٭

و«نادية الأمين»... تخرج يومياً، بعد أنْ تصلي الفجر.. وقد اختارت موقعاً، في قلب الخرطوم... لتعطي من هم في مكاتبهم ودكاكينهم... وحتى المارة.. تعطيهم «الشاي والقهوة.. والنعناع والحرجل والكركدي».

ومقابلها ضعيف...

وتؤثر على نفسها، رغم الخصاصة..

فتعفي مَنْ ليس معه «حق الشاي»... وتبرهن أنَّ «فاقد الشيء»، من الممكن أنْ يعطيه.

٭٭٭

وفي صباح يوم كريه... وفي تعقب المحليات لذوي الدخول الضعيفة...

لاحقتهم الكشات الجائرة، وهم «تحت خط الفقر»..!.

٭٭٭

في صباح ذلك اليوم.. جاءت «نادية» إلى موقعها.. عشان تجمع «قرشين».. لتواجه معايش الحياة ومصاريف ابنتها التمليذة قسمة.

٭٭٭

ولكن سلطات الكشة.. قامت بحملتها، في ذاك اليوم..

وقد نما لعلم «نادية»، خبر الحملات.. فحملت أدوات رزقها، حتى تجعل سحابة السواد، تمر..!.

وأثناء «العكة»... و«نادية» تجري، مثل ستنا هاجر،، بين «الكافتيرة»، و«البرندة»..!.

وإذا بها تسقط... ثم تصاب، اصابة بالغة.. ثم تسقط ميتة..!.

٭٭٭

«الوطن» ذهبت إلى دار السلام «الفردوس» بامدرمان.. وعزت الوالدة المكلومة كلتوم« مصابة بجلطة». وبقية أفراد الأسرة.

٭٭٭

مَنْ الذي تسبب في موت «نادية»؟؟!..

٭٭٭

أيها الوالي الجديد... تحقق بنفسك... وإنْ لم تفعل، فإنَّ دم «نادية»، سيكون برقبتك إلى أنْ تلقى الله.

٭٭٭

وهذا من صميم عملك.. ذلك لأنه «لو عثرت بغلة بالعراق، لسألني الله عنها: لِمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر»..!.

٭٭٭

لقد عثرت وماتت امرأة بالخرطوم، يا خضر..!!.

«أقرأ أنفاس بأنفاس».
اه